إجمالي مرات مشاهدة الصفحة


السبت، 25 ديسمبر 2010

على جبل الصلاة

عصفور الغابة لقى اللجة عميقة ... والبحر هايج ... والريح عاتية وعالية .. عالية وصوتها مخيف ... والارض اللى وقف عليها مشققة .. وفوة البركان الموجود على الجبل امامه تدخن تعلن عن بركان ... لقى نفسه تايه فى البرية فى قفر بلا طريق ...

فكر العصفور فى جبل الصلاة ... زمان وهو صغير كان كله يقين انه على جبل الصلاة ها يغير الكون من حوله ... شعر العصفور ان دا الوقت اللى فيه محتاج يطير لجبل الصلاة .. وهناك يجعل دمعاته تذكر الجالس على العرش بعصفور الغابة السجين والمقيد الان و اللى فى يوم من الايام كان رمز لكل حرية جميلة ...

طار لعصفور على جبل الصلاة وهناك .. وقع منهك جدا ... صرخه صمته من قلبه قالت "موتى خير من حياتى" ... الان لتعلن انك انت هو السيد الرب انت هو الهى الحى ... و خذ نفسى منى ... هوذا البحر امامى وكل ريشى سقط وصرت عارى النفس واجنحتى انكسرت ويقولون انه لا شفاء ... اللجة قاسية وعميقة رؤيتها تميت كل رجاء فى حضورك مرة اخرى فى حياة العصفور الذى وثق بك ... فرعون وراءى وليس من يشفق . لان عصفور الغابة صار رخيصا فى عينى كل من يراه .. فراعنة كثيرون سلبوا ما لى .. سلبوا اسمى وعمرى وكرامتى .. استمتعوا بريشى .. وبينما هو ريشى فانا نفسى لم انظر اليه يوما ولا اشتقت ان ارى جماله انما الى وجهك نظرت ورفعت نفسى وحينما سقط ... صرت بلاثمن فى اعينهم ...

عصفور الغابة سقط على وجهه امام حضره الحمل المذبوح الجالس على العرش ... ثم قام وجلس تحت العرش ومعه قيثارته ... اراد ان يعزف عليها الحانه وينسى احزانه ... وترك دمعاته لتسقط مرة وتتجمد مرة ... لا يعرف يشكر ام يصرخ .. يسأل ويطلب ام يسبح ... لكنه صمت وترك قلبه يعزف على قيثارته

فقام الجالس على العرش ... ذهب الى العصفور وهو يعزف .. وضع يمينه علي العصفور ... ورفع العصفور عينيه لينظر سيده الذى وثق في امانته وعدله ..

لم يجد العصفور شىء يقوله ... لكن فجاة توقفت احزانه ... اراد فقط ان يقول للحمل المذبوح " سيدى انت صالح .. صالح .. صالح .. اطلب الرحمة لفرعون الساعى خلفى ... واطلب لنفسى العدل والحق ..."

عصفور الغابة ... نظر من على جبل الصلاة لقى البحر مازال هائج .. وفرعون وراءه .. والريح عالى ... لكن الجلس على الكروبيم اراه نفسه فى هذه اللحظة انه يحمله ليعبر به ... واحيانا يتركه وحده فى مسيره لكن حوله قوس قزح وعين الله سيد الارض عليه .. راى العصفور نفسه يعبر .. متألم ومكسور لكنه لم يتوقف يوما ..
عين قلبه تنظر الحمل المذبوح فلم ولن يوقفه وعورة الطريق امامه ...

رأى العصفور نفسه وقد ذابت فى الحمل المذبوح ورفع معه على الصليب .. ومن فوق الصليب وهو منهك ومعدوم من كل شىء .. ينظر الى الجالس على العرش ويقول له مع الشيروبيم والسيرافيم... "قدوس .. قدوس .. قدوس الرب الاله .. انا اؤمن انك قادر على كل شىء .... اؤمن انى باردتك خلقت وانا كائن للان ... وبارادتك خلقت الفراعين والمتألهين .. .. ارحم فرعون .. هو لا يعلم ما يفعل ... وانظر الىّ بحسب حقك وعدلك "

نظر العصفور نفسه وهى مهشمة وملقاه على جانب الطريق .. مثل لعازر البلايا .. ولكنه هتف "اعلم انك صالح .. صالح .. صالح "

قبل ان ينزل العصفور من جبل الصلاة ليواجه البحر الهائج .. شعر ان نفسه ممتلئة فرح وسلام ولا يريد ان يطلب اكثر .. لكنه يريد ان يسبح بقلبه ويصمت لسانه ...

نزل العصفور من على جبل الصلاة وهو يثق انه وقت الثقة ... وقت لعمل الله نفسه وليس وقت ليعلم البشر ما فى نفسه .. لانكم معزون متعبون كلكم ... لن تستطيعوا ان تروا لى ما فى قلب الهى الحى من نحوى..


ارى ان القفر مازال قفر واليابس محيط بى .. والريح مخيف .. والفراعين من خلفى يزادون عداد واقتدارا .. لكنى ارى يدى الهى تحيط بى .. انا سائر بين يديه ...

هم يرونى انى اسكن فى ظلال الموت .. اما انا فانى ارى زراعى سيدى حملتنى فوق كتفه وعبر بى من الظلمة وظلال الموت ... هو نفسه القدوس من مد يمينه وقطع عنى قيودى .. واخرجنى من الاقفاص الحريرية ...


الفراعين ترانى مسحوقة بين حوائط حديدية لن اخرج منها .. اما انا فاراك امامى تلبسنى الثياب البيض لاعيد امام عرشك مع السبعة اللالاف ركبة .. وقد كسرت مصاريع النحاس من حولى وعوارض الحديد ذابت وتلاشت من امام عينى ..


يرى المستيقيمون بعيون قلوبهم فيفرحون ويباركون السيد الحمل المذبوح الجالس على عرشه الكروبيمى ...


نفسى تعرف ان حقك يخترق السحب الكثيفة .. نفسى تعرف ان خلف السحب والضباب انت تقف كلى القدرة . لك القدرة والبركة والمجد والسلطان ...


من كان حكيما يحفظ هذا ويتعقل مراحم الرب ... امين امين امين ... قدوس ... قدوس قدوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق