عصفور الغابة نازل من جبل الصلاة ليقابل فرعون وجيوشه .. فجاءه طار نحوه عصفور من السبعة الالاف .. همس فى اذنه .. انتظر على جبل الصلاة ولا تنزل ... انتظر ملء الزمان ...
اخذ العصفور الهمسة فى اعماقه وجد انها همسة من عند الهه الحى ..
رجع العصفور الى جبل الصلاة .. وقد اختفى من قلبه الخوف من الخبر السوء ... شاف تحت الجبل فرعون واقف بيجمع فراعين معاه عشان يتأكد من انه سيجعل عصفور الغابة يخضع ويخضع ...
نادوا على عصفور الغابة وهم واثقين انه ها ينزل .. الفراعين اللى كانوا يوما ما احباء واثقين ان العصفور سيترك حصنه العالى وينزل سريعا .. فاكرين لسه العصفور مكبل بالخوف .. والطاعة العمياء التى لا تعى همسات الله وهمسات البشر ...
وقف العصفور وجروحه تدمى ينادى باعلى صوته .. بقوة وثبات .. فراعين عمرى الجميل متاسف مش فاضى انزل .. انا مشغول ... يوجد عمل هنا سيأخذ باقى عمرى ... ممكن تصعدوا انتم . بس الصعود ها يكلفكم كثير ... الصعود هنا .. مقفر للعين البشرية .. مجدب .. مظلم .. سحاب وضباب وغمام ... تسقط جميع الاقنعة .. ولكن تختفى الظلمة ... ويتبدد الموت وتحيون بمن سماوى لم تذوقوه لا فى مصر ولن تذوقوه فى كنعانكم ... هنا فى طريق الصعود تسقط كل المذابح المزيفة التى اختفيتم وراءها ... ولكن النفوس الامينة تلبس الثياب البيض وتبنى مذابح تصعد عليها محرقات مع كل نسمة حياة تخرج منها
هنا فى طريق الصعود .. لا جمال ولا منتظر تشتهيه العين الجسدية .. لكن جمال يفوق الخيال تتذوقوه فى قلوبكم فيكون زادكم امام وعورة الطريق ...
هرب الفراعين .. تبددوا من امامى .. بعد ان ملؤا الارض وما تحتها وما فوقها من التهديد والوعيد ... وذهب مع الريح اصوات جيوشهم الجياشة ... من هنا وانا واقف على جبل الصلاة .. نظرت عيناى
نظرت عيناى كل فشحور صار مجور مسابيب .. وصار خوفا لنفسه ولكل من احبوا اكاذيبه وبنوا عليها كرامات مزيفة ... فشحور ظن انه فى مأمن من بابل ام الزوانى .. بينما نفسه سبيت الى بابل ورأى بعينيه كل الاكاذيب تدفن امامه ... ما فعله الهى معى سيكون كنار محرقة محصورة فى عظامك ستنشهد انت ان الله الهى كان كجبار قدير معى
من هنا من على جبل الصلاة .. اراك بالايمان وعينيك بتبعت لى اغلى امان وعهد سلام ...عهد مؤبد لا تنزعه يد انسان ايا من كان ...
بالايمان من هنا ارى نفسى بين يديك وانت تجلس على عرشك .. ثم اطير واقف عند كتفك .. ثم اطير واستريح عند قدميك ... وارى فراعين عمرى وقد تبدد خوفى منهم .. تبدد كل خوفى على اسمى وكرامتى ... لانك انت من اعطيتنى كل هذا .. واما انا فقد تعلمت ان اريدك انت وليس ما تغنينى به ....
بالايمان ياربى مش شايف ميناء اضع عليها اقدامى .. لكن شايف رجليك والتصقت نفسى بهما ...
بالايمان ياربى شايفك .. الريح بيهدا شويه ويعلى ويعلى شوية .. لكن شايفك ماشى على اجنحة الريح .. واسمع صوت انفاسك فى اذنى اعلى من الرعود
واغلقت على جميع الابواب وصارت اريحا مُغلّقة امامى .. فيكفينى انك انت وحدك اغلقت امامى ابواب الجحيم ... ولم يعد لبوابو الجحيم سلطان على روحى ولا ما فى كيانى
بالايمان بأ غمض عينى ... باسمع صوت نبضك فى كل كيانى
سبحوا الرب لانه قد انقذ نفس المسكين واتى فى الهزيع الاخير من ليل الظلمة.. لم يخزى ابدا من امن به .. وانتظره ساكنا الخيام ولم يسعى لينال المواعيد بل اقر بانه غريب فى ارض غربته...
من شهد لهم بالايمان لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وحيّوها ... وسعى ليصعد بكيانه محرقة دائمة على جبل الصهيون