إجمالي مرات مشاهدة الصفحة


السبت، 8 يناير 2011

مافيش اجراس ولا زينة ولا افراح ..لكن

ليلة العيد السنه دى كلها كانت حزن عميق وجرح دامى جمع الكل فى ليله المذود حول الجالس على العرش وهو طفل نونو صغير قوى ... فى التبن فى كل مظاهر الضعف ... لكن ن كانوا حوله تمتعوا بلمسات من بهاء سماوى لم تره عين قلب..

احنا كمان شعبك مصر السنه دى كنا فى حالة حزن ... الشوارع الناس ماشية متوترة حتى داخل المترو وخصوصا قرب الكنائس ...

لكن بمجرد ما دخلت الكنيسة شعرت بحض امان مفتوح ... وهى المكان المهدد ... بالرغم انى مش عارفة حد خالص لكنى حسيت اننا واخدين بعض بالاحضان .. كلنا بنبعت نظرات حب وحنا لبعض ... كل النغمات حزينة وتشعر بمذلة واهات نفوس بريئة دمها على الارض واشلاءها على ورق الشجر ...

بس برضه كل دا ما منعش احساس بالتجسد الالهى والميلاد البتولى ...

وانا خارجة من الكنيسة كنت مش عارفة اخرج من اى باب .. خايفة حاجة تحصل وانا انجو وغيرى يتلاشى ويتحول الى قطرات دماء على الابواب ولا اشاركهم وتختلطت اشلائنا معا فى هذه الليلة ...

لم خرجت حسيت انا احنا الجمع القليل الماشى فى صمت وحذر نحمل دفء الحب الذى اخذناه من حضن الكنيسة .. نحمل لكل من حولنا ...
حتى واحنا بنركب المترو ... مش كنت اعرف حد من المسيحيين اللى راكبين معى لكن كنت اشعر عندما تتلاقى نظراتنا اننا مش عايزين نسيب بعض الا لما نطمن على بعض ....

بعد الكنيسة ناس كثير رجعت تبحث على النت وتطمن على رجوع بعض .. وتنتظر رجوع الباقى وتطلب من طفل المذود يرجعهم بالسلامة وف كل حماية ...

يوم العيد كان يوم فعلا حداد ... كان نفسى اخرج اتمشى على الكورنيش .. لكن اليوم جمعه وللاسف اليوم دا مكن مش من الحكمة الاحتفال بالعيد بره البيت .. كان يوم حداد ... طول الليل وطول النهار فكرت كثير مش فى اللى راحوا السما ... فكرت ف المصابين واللى فقدوا اولادهم وازاجهم وزوجاتهم واباءهم وامهاتهم ... المشوهين .... اكيد روح الله القدوس غطاهم هم كمان بالامان والتعزية ... اكيد نقلهم احضانا وكسره قلبنا كمشاركة بسيطة منا لهم ...

بالرغم من كل دا لم ينجح احد من ان يمنع بركات التجسد والميلاد ... ولم يمنعنا شىء من انتقال مشاعرنا الى المذود مع الرعاة ... لكن هذه السنة اختلطت مشارعنا معنا بدفء حب جمعنا كلنا مع بعض ....
فى وسط المرارة وليل الالم يهمس بهمسات حب دافء فيتحول الالم الى عرس وليل اغانى ..


الخميس، 30 ديسمبر 2010

امام الفراعنة

عصفور الغابة نازل من جبل الصلاة ليقابل فرعون وجيوشه .. فجاءه طار نحوه عصفور من السبعة الالاف .. همس فى اذنه .. انتظر على جبل الصلاة ولا تنزل ... انتظر ملء الزمان ...

اخذ العصفور الهمسة فى اعماقه وجد انها همسة من عند الهه الحى ..

رجع العصفور الى جبل الصلاة .. وقد اختفى من قلبه الخوف من الخبر السوء ... شاف تحت الجبل فرعون واقف بيجمع فراعين معاه عشان يتأكد من انه سيجعل عصفور الغابة يخضع ويخضع ...

نادوا على عصفور الغابة وهم واثقين انه ها ينزل .. الفراعين اللى كانوا يوما ما احباء واثقين ان العصفور سيترك حصنه العالى وينزل سريعا .. فاكرين لسه العصفور مكبل بالخوف .. والطاعة العمياء التى لا تعى همسات الله وهمسات البشر ...

وقف العصفور وجروحه تدمى ينادى باعلى صوته .. بقوة وثبات .. فراعين عمرى الجميل متاسف مش فاضى انزل .. انا مشغول ... يوجد عمل هنا سيأخذ باقى عمرى ... ممكن تصعدوا انتم . بس الصعود ها يكلفكم كثير ... الصعود هنا .. مقفر للعين البشرية .. مجدب .. مظلم .. سحاب وضباب وغمام ... تسقط جميع الاقنعة .. ولكن تختفى الظلمة ... ويتبدد الموت وتحيون بمن سماوى لم تذوقوه لا فى مصر ولن تذوقوه فى كنعانكم ... هنا فى طريق الصعود تسقط كل المذابح المزيفة التى اختفيتم وراءها ... ولكن النفوس الامينة تلبس الثياب البيض وتبنى مذابح تصعد عليها محرقات مع كل نسمة حياة تخرج منها

هنا فى طريق الصعود .. لا جمال ولا منتظر تشتهيه العين الجسدية .. لكن جمال يفوق الخيال تتذوقوه فى قلوبكم فيكون زادكم امام وعورة الطريق ...

هرب الفراعين .. تبددوا من امامى .. بعد ان ملؤا الارض وما تحتها وما فوقها من التهديد والوعيد ... وذهب مع الريح اصوات جيوشهم الجياشة ... من هنا وانا واقف على جبل الصلاة .. نظرت عيناى

نظرت عيناى كل فشحور صار مجور مسابيب .. وصار خوفا لنفسه ولكل من احبوا اكاذيبه وبنوا عليها كرامات مزيفة ... فشحور ظن انه فى مأمن من بابل ام الزوانى .. بينما نفسه سبيت الى بابل ورأى بعينيه كل الاكاذيب تدفن امامه ... ما فعله الهى معى سيكون كنار محرقة محصورة فى عظامك ستنشهد انت ان الله الهى كان كجبار قدير معى

من هنا من على جبل الصلاة .. اراك بالايمان وعينيك بتبعت لى اغلى امان وعهد سلام ...عهد مؤبد لا تنزعه يد انسان ايا من كان ...

بالايمان من هنا ارى نفسى بين يديك وانت تجلس على عرشك .. ثم اطير واقف عند كتفك .. ثم اطير واستريح عند قدميك ... وارى فراعين عمرى وقد تبدد خوفى منهم .. تبدد كل خوفى على اسمى وكرامتى ... لانك انت من اعطيتنى كل هذا .. واما انا فقد تعلمت ان اريدك انت وليس ما تغنينى به ....

بالايمان ياربى مش شايف ميناء اضع عليها اقدامى .. لكن شايف رجليك والتصقت نفسى بهما ...

بالايمان ياربى شايفك .. الريح بيهدا شويه ويعلى ويعلى شوية .. لكن شايفك ماشى على اجنحة الريح .. واسمع صوت انفاسك فى اذنى اعلى من الرعود

واغلقت على جميع الابواب وصارت اريحا مُغلّقة امامى .. فيكفينى انك انت وحدك اغلقت امامى ابواب الجحيم ... ولم يعد لبوابو الجحيم سلطان على روحى ولا ما فى كيانى

بالايمان بأ غمض عينى ... باسمع صوت نبضك فى كل كيانى

سبحوا الرب لانه قد انقذ نفس المسكين واتى فى الهزيع الاخير من ليل الظلمة.. لم يخزى ابدا من امن به .. وانتظره ساكنا الخيام ولم يسعى لينال المواعيد بل اقر بانه غريب فى ارض غربته...

من شهد لهم بالايمان لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وحيّوها ... وسعى ليصعد بكيانه محرقة دائمة على جبل الصهيون

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

فى الطريق من جبل الصلاة الى فرعون والبحر الهائج

نزل عصفور الغابة وهو يحمل فى كل اعماقه ثقة فى حضور الهه الحى معه .. لكن مشاعره مجروحة .. وقلبه مكسور .. ونفسه تأن .. الفراعين الذين قابلهم فى حياته كانوا احباء ... نفس العصفور تأن ... فشعر فى قلبه ان الجلس على العرش قام ونزل وجاء نحوه يسأله اطلب ماذا تريد؟؟

فكر العصفور بحزن .. وطلب الرحمة لكل فرعون ومقاوم ... الرحمة لكل اخيتوفل .. لان لو الرحمة لمست قلوبهم سيستريحوا ويريحوا ...

العصفور حزين لكنه لأول مرة فى حزنه يتذوق الثقة فى انه واقف امام السيد الرب كلى القدرة وهذا يكفى...

مع كل خطوة يخطوها العصفور فى نزوله من على جبل الصلاة لملاقاه الفرعون وعبور بحر سوف ... مع كل خطوة يقابله طير جارح او ذئب ... غراب ... او وطواط ... يصرخون نحوه يحاولون ان يسوقفوه بكلماتهم ووعيدهم وتخويفهم فكانت الهمسات الالهية تسنده قلبه ...

+ وطاويط الظلام تصرخ ... ان الهك تركك لايدى البشر ليفعلوا بك ما تشاء وانت يا من كنت تظن انك ستغير العالم من فوق جبل الصلاة صرت عبدا لهم .... ها وثقك قد صارت ظاهرة للعالم اجمع ..
لكن همسات الله الحى قالت له "عصفور الغابة انا تركت بين ايدى البشر ليفعلوا بى ماشاؤا فقلت هذه ساعتكم وسلطان الظلمة ... ولكن .. لكن هل تذكر الاسد القائم من الاموات الغالب الذى بلصبر على الالم سحق الموت .. عصفورى الحبيب قد وهبت لك لا ان تؤمن بى فقط بل ان تتألم من اجلى .. لا تخف من المقاومين .. انما هذا يؤول بك للخلاص .. روحى تقويك فى داخلك .. هذا يجعل هويتك الحقيقية تتحقق بالتشبة بى فتصير انعكاس لى .. انا اخليت نفسى وصارت لى هيئة عبد وانا سيد الخليقة .. وانا مللك الملوك ... وضعت نفسى واعت حتى الموت ... وصار اسمى فوق كل اسم .. لاترتاع من الاشتراك فى الامى والتشبة بموتى .. بهذا ستعاين قوه قيامتى فى داخلك .. اشعر بمرارتك والمك وغربتك ... لانى قد تألمت مجربا قبلك .. تمسك بايمانك لتبقى داخل قدس الاقداس ... عند اذيالى تلعب مع السبعة الالاف عصفور وارفعك قريبا من قلبى لتستريح وتشعر بالامان..

كمّل العصفور نزوله وهو يسبح "قدوس .. قدوس.. قدوس .. ايها الرب الاله القادر على كل شىء ... انت باردتك خلقتنى وبارادتك انا موجود الى هذه اللحظة "
قلب العصفور على كل فرعون سعى وراءه يوما ما .. يتذكر ايام العهد والحنو .. ايام الحب والسلام والامان بينهم ... ياترى يا عصفور الغابة وانت صغير بعدم حكمة لم تقدم الحب الكافى لهذه الفراعين ايام الحب والعهد .. ياترى مر موقف وتجاهلت التعبير عن مشاعرى معهم ... ليه احبائنا بيتحول الى مقاومين وطيور جارحة .. ليه بسرعة نسيوا اعيادنا وليالينا .. نسيوا احلامنا .. نسيوا مذابحنا اللى قدسناها معا بصلوات كلها حب لبعضينا...

الاحباء يصيرون فراعين ويضعون القيود فىارجلنا وايادينا ... ثم يلقون بعضهم على الطرق .. بلا عهد ولا حنو ..

+ وقفت الغربان والذئاب تنادى على العصفور المسكين ... يريعوه باهوال ما ينتظره ... ماذا لو كان هذا الاله ليس بموجود انما اخترعه اباءنا وسلموه لبعضهم من جيل الى جيل ؟؟؟ .. قف العصفور منهك القوى ونظره فى التراب .. نفسه خائره.. آه يارب نج نفسى .. آه يا ربى انا عبدك...
ظهر يسوع الابن الوحيد الجنس فجأة بجواره .. ومسح له دمعاته .. ومسك يده .. فقط وليس هناك كلمات .. لكن نظرات كلها امان ...
غنى العصفور بين يديه وهو مجروح "نور اشرق فى الظلمة للمستقيمين .. ثابت قلبى يا الهى ثابت قلبى ...لن اخاف وانت ممسك بيدى سواء رأتك عيناى ام قلبى شعر بانفاسك من حولى حينما لاتراك عيناى..لن اخشى من خبر سوء .. هللويا ... هللويا .. هللويا .. سبحوا الجالس على العرش ياعبيد الرب سبحوا اسم الرب .. مبارك اسم الرب ... مبارك اسم يا سيدى .. الرب عال فوق كل الامم .. من مثل الرب الهنا الساكن فى الاعالى .. شدائد الهاوية من حولى .. لكنى اثق انك دائما تحسن الىّ ... واثق انك انقذت نفسى من الموت ودائما ستنقذ ... اعم انك انت حافظ البسطاء .. مبارك الاتى باسم الرب .. مبارك السيد الرب ... لا اموت بل احيا واحدث باعمال الرب .. فليعش فرعون فى مراحمك .. وليبقى البحر هائج والموج عالى ... اما انا فارى يمينك تصنع ببأس .. يمينك مرتفعة .. تحيينى حتى وانا داخل قبرى ...والى الرحب تخرج نفسى وحتى فى وجود الضيق ... الرب هو الله وهو انار لى طريقى فى داخلى ...
قدوس .. قدوس ... قدوس .. الرب الاله القادر على كل شىء ... انت خلقت كل الاشياء وهى بارادتك كائنة وخلقت ... ومن اعماق الهاوية تعود فتحيي نفسى ... لانك انت حافظ العهد والامانة...




السبت، 25 ديسمبر 2010

على جبل الصلاة

عصفور الغابة لقى اللجة عميقة ... والبحر هايج ... والريح عاتية وعالية .. عالية وصوتها مخيف ... والارض اللى وقف عليها مشققة .. وفوة البركان الموجود على الجبل امامه تدخن تعلن عن بركان ... لقى نفسه تايه فى البرية فى قفر بلا طريق ...

فكر العصفور فى جبل الصلاة ... زمان وهو صغير كان كله يقين انه على جبل الصلاة ها يغير الكون من حوله ... شعر العصفور ان دا الوقت اللى فيه محتاج يطير لجبل الصلاة .. وهناك يجعل دمعاته تذكر الجالس على العرش بعصفور الغابة السجين والمقيد الان و اللى فى يوم من الايام كان رمز لكل حرية جميلة ...

طار لعصفور على جبل الصلاة وهناك .. وقع منهك جدا ... صرخه صمته من قلبه قالت "موتى خير من حياتى" ... الان لتعلن انك انت هو السيد الرب انت هو الهى الحى ... و خذ نفسى منى ... هوذا البحر امامى وكل ريشى سقط وصرت عارى النفس واجنحتى انكسرت ويقولون انه لا شفاء ... اللجة قاسية وعميقة رؤيتها تميت كل رجاء فى حضورك مرة اخرى فى حياة العصفور الذى وثق بك ... فرعون وراءى وليس من يشفق . لان عصفور الغابة صار رخيصا فى عينى كل من يراه .. فراعنة كثيرون سلبوا ما لى .. سلبوا اسمى وعمرى وكرامتى .. استمتعوا بريشى .. وبينما هو ريشى فانا نفسى لم انظر اليه يوما ولا اشتقت ان ارى جماله انما الى وجهك نظرت ورفعت نفسى وحينما سقط ... صرت بلاثمن فى اعينهم ...

عصفور الغابة سقط على وجهه امام حضره الحمل المذبوح الجالس على العرش ... ثم قام وجلس تحت العرش ومعه قيثارته ... اراد ان يعزف عليها الحانه وينسى احزانه ... وترك دمعاته لتسقط مرة وتتجمد مرة ... لا يعرف يشكر ام يصرخ .. يسأل ويطلب ام يسبح ... لكنه صمت وترك قلبه يعزف على قيثارته

فقام الجالس على العرش ... ذهب الى العصفور وهو يعزف .. وضع يمينه علي العصفور ... ورفع العصفور عينيه لينظر سيده الذى وثق في امانته وعدله ..

لم يجد العصفور شىء يقوله ... لكن فجاة توقفت احزانه ... اراد فقط ان يقول للحمل المذبوح " سيدى انت صالح .. صالح .. صالح .. اطلب الرحمة لفرعون الساعى خلفى ... واطلب لنفسى العدل والحق ..."

عصفور الغابة ... نظر من على جبل الصلاة لقى البحر مازال هائج .. وفرعون وراءه .. والريح عالى ... لكن الجلس على الكروبيم اراه نفسه فى هذه اللحظة انه يحمله ليعبر به ... واحيانا يتركه وحده فى مسيره لكن حوله قوس قزح وعين الله سيد الارض عليه .. راى العصفور نفسه يعبر .. متألم ومكسور لكنه لم يتوقف يوما ..
عين قلبه تنظر الحمل المذبوح فلم ولن يوقفه وعورة الطريق امامه ...

رأى العصفور نفسه وقد ذابت فى الحمل المذبوح ورفع معه على الصليب .. ومن فوق الصليب وهو منهك ومعدوم من كل شىء .. ينظر الى الجالس على العرش ويقول له مع الشيروبيم والسيرافيم... "قدوس .. قدوس .. قدوس الرب الاله .. انا اؤمن انك قادر على كل شىء .... اؤمن انى باردتك خلقت وانا كائن للان ... وبارادتك خلقت الفراعين والمتألهين .. .. ارحم فرعون .. هو لا يعلم ما يفعل ... وانظر الىّ بحسب حقك وعدلك "

نظر العصفور نفسه وهى مهشمة وملقاه على جانب الطريق .. مثل لعازر البلايا .. ولكنه هتف "اعلم انك صالح .. صالح .. صالح "

قبل ان ينزل العصفور من جبل الصلاة ليواجه البحر الهائج .. شعر ان نفسه ممتلئة فرح وسلام ولا يريد ان يطلب اكثر .. لكنه يريد ان يسبح بقلبه ويصمت لسانه ...

نزل العصفور من على جبل الصلاة وهو يثق انه وقت الثقة ... وقت لعمل الله نفسه وليس وقت ليعلم البشر ما فى نفسه .. لانكم معزون متعبون كلكم ... لن تستطيعوا ان تروا لى ما فى قلب الهى الحى من نحوى..


ارى ان القفر مازال قفر واليابس محيط بى .. والريح مخيف .. والفراعين من خلفى يزادون عداد واقتدارا .. لكنى ارى يدى الهى تحيط بى .. انا سائر بين يديه ...

هم يرونى انى اسكن فى ظلال الموت .. اما انا فانى ارى زراعى سيدى حملتنى فوق كتفه وعبر بى من الظلمة وظلال الموت ... هو نفسه القدوس من مد يمينه وقطع عنى قيودى .. واخرجنى من الاقفاص الحريرية ...


الفراعين ترانى مسحوقة بين حوائط حديدية لن اخرج منها .. اما انا فاراك امامى تلبسنى الثياب البيض لاعيد امام عرشك مع السبعة اللالاف ركبة .. وقد كسرت مصاريع النحاس من حولى وعوارض الحديد ذابت وتلاشت من امام عينى ..


يرى المستيقيمون بعيون قلوبهم فيفرحون ويباركون السيد الحمل المذبوح الجالس على عرشه الكروبيمى ...


نفسى تعرف ان حقك يخترق السحب الكثيفة .. نفسى تعرف ان خلف السحب والضباب انت تقف كلى القدرة . لك القدرة والبركة والمجد والسلطان ...


من كان حكيما يحفظ هذا ويتعقل مراحم الرب ... امين امين امين ... قدوس ... قدوس قدوس

الخميس، 23 ديسمبر 2010

فى اللجج

فى اللجج تسيرى كمثل فرس فى البرية ... فى اللجج لكن الرب الهك جبار فى وسطك ... يجعلك تسبيحة له وحده فى ارض الخزى ... لن ترتخى يداك لانى انا الرب فى وسطك جبار لا تنظرين بعد شراً ... ستجدى المرعى حتى فى وسط اللجج وستربضى حتى فى وسط الريح العاتى ولا مخيف... انا اتعهدك وارد سبيك ... فافرح بك كفرح العريس بالعروس ...انا قوتك .. وانا اعطيك قدمى الايل لتصعدى على الجبال الوعرة وتشاهدى الجبال تتزلزل امام حضرتى فى داخلك .. اذللتك لا اذلك ثانيه .. الان ارفع يمينى واكسر نيره واقطع ربطك .. فتعلمين انى فى الوبعة موجود .. فى العاصف حاضر امشى اتيا اليك سريعا .. فقط قفى فى اللجة انتظرينى فى صمت فانه زمان ردىء ...
لا ترفعى عينيك لتنظرى الى الاقوياء والمقتدرين فان... اصحاب البطولات وراكبى الخيول لا يستطيعون ان يجدوا النجاة لانفسهم ...

فى اللجج جعلتك سور نحاس لا تقوى اللجة عليكى لانى معك لاخلصك وانقذك من كف العتاة ...

كف العتاة لا تقوى عليكى .. اما كفى انا الهك الحى فتمتد لتجعل منك تاج ملكى فتكونى فى يدى اكليل جمال.. انا اكون زينتك وجمالك الحقيقى ونور ابدى لا تقوى عليه ظلمه خارجية مهما كانت ... بمراحم عظيمة اجمعك من على الجبال ومن وسط اللجج .. وباحسان ابدى اتى اليك والرحمة والامانة امام وجهى .. بكل حجارة ثمينة ابنى اؤسسك وابوابك ثانية فلا تُهدم .. من اجتمع عليك فاليك يسقط هم يرجعون اليك وانتى لا تعودى اليهم ... كل اله صورت ضدك لا ولن تنجح وكل لسان فى قام عليك سيظهر برك فيحكم عليه...

انا الرب مزعج البحر بظل يدى سترتك ... لا تعودى تشربين كأس الارتعاب فيما بعد ...سريعا يُطلق المنحنى ولن يموت فى الجب ابدا ... بل ستجدى الفرح والابتهاج ووالشكر والترنم ... لانى انا الرب القدوس وحدى .. وحدى انا معزى ابنه صهيون ... اجعل بريتها كعدن وباديتها كجنة الرب

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

على ضفاف بحر سوف

ها نفسى تقف على بحر سوف ... انتظرك ... لا اعرف كيف سأعبر ... ضروريات كثيرة تلزم هذا العبور .. وليس لى الا ان انتظرك ... انت من اخرجتنى بيد قويه من مصر ... فهل بعد كل عجائبك فى ارض مصر لاجلى سيقف بحر سوف امامك؟؟؟

ابنه صهيون على ضفاف بحر سوف لا تتمردى .. ولاترتاع نفسك فيك .. لا تظنى انك تحتاجين شيئا او احدا ليعبر بك... انا من جعلتهم يبغضوك ويسلبوك لكى تصيرى حرة الى الابد وازينك بجمال اقداسى ..

لاتخافى .. فقط قفى وانظرى بعينيك خلاصى كيف يكون ... لن تعودى ترى فراعنة مرة اخرى .. الرب يقاتل عنك اما انت فاصمتى ... ارفعى قلبك وحواسك كلها امامى ... وادخلى فى وسط البحر ... سيتحول الى يابسة تحت اقدامك ... ستسيرى فى البحر كما تسير فى الميناء ...باسم الهك سيرى .. فى حماية دمى سيرى ... سأترك فرعون وجبيشه يدخل وراء نفسك .. ليس لاسلمك له .. انما لاتمجد به وبكل حيله كلمات فيه ووعيده وقدراته وما يملك ... فيعلم فرعون وكل فرعون انى انا الرب ...

افتحى عينيك ... ها ملاكى السائر امامك هوذا يسير خلفك الان ... وعمود سحابى وراءك بينك وبين فرعون ... لن يقترب منك فرعون ... .. انا من ارسلت الريح العاتى ليس ليدمرك ويخيفك .. انما ليشق لك فى البحر طريق ... هذهالريح انما هى نسمة من انفى ... هى لكى تحمل الحياة الابدية التى خلقتك لها...

ادخلى وسط البحر الان ولاتجزعى من المياة التى عن يمينك ويسارك .. ليست للهلاك انما هى اسوار حماية من حولك حتى لا تبتلعك المياة الغامرة وانتى عابرة ... اما لفرعون فستبتلعه المياة ولن تعودى تسمعيه مرة اخرى .. ولن تعودى لعبوديته ... هو منزعج الان .. انتى اجعلى قلبك على ما اقوله.. انه زمنك زمن الحب .. زمن الشفاء وليس زمن الرعب والرفض ... انه زمن العهد الابدى الذى اضعه فى قلبك وذهنك وانا احفظه بدمى فى داخلك...

انت وحدك المعتز بالقداسة .. المخوف بالتسابيح ...انت من ترشد ابنه صهيون فى وسط اللجج ... وتهديها بقوتك الى مسكن قدسك لتتمتع بجمال القداسة...

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

امام الرياح العالية

امام الرياح العالية .. دعوتك من كل قلبى .. انتظرتك .. وانت اجبتنى .. نعم اجبت .. امين انت ... لكن الرياح مازلت عالية وموجودة لم تختف ... ولكنى اسبحك واقول انت اجبتنى حينما دعوتك .. لانك انت وحدك مستحق القدرة والسلطان ارسلت قوة تفوق قدرتى وقويت با روحى .. فصارت نفسى قوية امام الريح .. وعلمت ان ضعفى هو فى تنازلى عن ثقتى وايمانى فيك ... فالريح عالية ومازلت اثار التسونومى المدمر يملانى جروح .. والابواب مغلّقلة .. لكنك استجبت حينما دعوتك ... نعم امين ... وقويتنى بقوة فى روحى ... وفى وسط ضيقى ومن داخل قبرى اعدت لى الحياة ..


نعم امين امين امين .. قدوس قدوس قدوس ..

الرب الالة المبدع فى كل طرقه

العالى الذى يرى من لصقت روحه بالتراب فيعود ويحيه

تمد يمينك وتخرجنى من بين اشواك الموت .. ومن خيوط العنكبوت تحرر يدى وقدمى


فرفعت عينى ورأيت السيد الجالس على العرش الكروبيمى واقفا على الريح المدمرة ... واقفا وماشيا على اجنحتها فلم تعد تحمل الموت والخراب معها .. بل تحمل عهد الرحمة ... تحمل قوس قزح لتطوق نفسى به