إجمالي مرات مشاهدة الصفحة


الأربعاء، 26 يناير 2011

هواية تايهة

طيور جارحة .. صحيح قوية بس هويتها تايهة .. فقدت فكرها ومشاعرها وارداتها الخاصة ... وتسلحت بالوحشية .. وسامت كل نبيل وسامى ... وشعرت ان القسوة والسوط والانياب الحادة والفم المفتوح بالرائحة الكريهة هو ترسها لتكون ذات وجود ... فقدت هويتها ولا تدرى انها المسكية والبائسة والمجردة ... عيونها لا ترى بؤسها .. عيونها اصبحت مفتوحة لترى جروح ودماء الطيور البريئة تنزف فترسل لها نظرات الشماتة لتجعل المها اكثر حده...

طيور جارحة فى يوم من الايام كانت بريئة جميلة زيتزنة خضراء حلوة وعذبة قلبا وقالبا .. كان ليكى هويه جميلة.. جرحتها طيور جارحة اكبر منها واسات معاملتها وعذبتها بالتقلب وشروط وفرمانات لترعاها فى ضعفها ... امتلات نفسها مرارة ووضعت المرارة فى قلبها ...
لم تحاول ان تفهم معنى السيادة والقدرة والمواهب الحقيقية فنظرت الى الطيور الجارحة واشتهت ان يكون لها قوتها وسلطتها ... نسي وجود اله حى واعتبرت ان قوتها فى انيابها والسنتها ... الوهيتها فى سلطتها .. تعلمت ان تحب بشروط وترعى بناء على الخضوع لفرمانات ...

لم تتوقف ولو للحظة لتعلم انها محبوبة بلا شروط وان لها حظوة امام عرش الله ... لم تعلم انها ممتلئة مواهب وقدرات جميلة ... الم معاناتها السابق وخبراتها مع وحوش الغابة جعلها لا تبحث عن الشفاء عند قدمى سيدها الحقيقى ... انما جعلت شفائها فى ايلمها لكل نفس بريئة تمر بها او تقع تحت سلطتها....

الله المتفاهم الذى يحبهم كما يحب الطيور البريئة ينتظرهم يذوقوا معنى الحب غير المشروط الذى لهم عنده ... وحتى الحملان الصغيرة هم ايضا محبوبون ..
فى كل ارض توهان تقيدت فيها الحملان على يد الطيور الجارحة وجدت الحملان من سماوى وصخور تنبع ماء عذب ...
وف كل موج عالى وعاصف وتسونومى وجدوا ميناء ولو مؤقت يضعوا قدمهم عليه ... وف كل ليل مظلم لمسهم شعاه نور ملئهم عذوبه وف احلامهم نادى عليهم "يامحبوبتى"... وف نهارهم الحارق خباهم فى ستره فى ستر الاب .. تحت اذيال الجالس على العرش

اكيد فى يوم ها ترجع الطيور الجارحة الى طبيعتها الاولى ... ستغلب رحمة الله ومحبته غير المشروطة ستغلب طبيعتها المكتسبة الوحشية القاهرة ... ستنتظر الحملان هذا اليوم فى صبر وصمت ... الله لن ينسى هذا الصبر ولن يعود صبرها فارغا ... وان لم ترى هذا اليوم على الارض فستراه فى السماء ....

بس الحملان احيانا فى قهرها وضعفها تجد نفسها مضطرة للوقوف فى وجه الطيور الجارحة ... مضطرة تخرج عن صمتها وصبرها ... مضطرة مش بارادتها ... الحملان كانت تتمنى تبقى بعيدة عن ثورات الجوارح ...بعيده عن كل ما يحبوه ويريدوه ... تبعد فى انتظار لرجوع ايام العهد والحب الجميل الصادق ... بس الجوارح فى جبروتها وجلالها احيانا تضطر الحملان للخروج عن صمتها ....

لما ترجعى يا جوارح وتعرفى ان الله كان رحيم عليك وعلى الحملان ... لم يترك الحملان فى جروحها مقهورة فى التية ... كان يرسل لها سامرى صالح واثنين وثلاثة وكثيرين فى كل قفر .. وكانوا محملين ببلسان من جلعاد ... وانتى ياجوارح انتظر عليكى ترجعى ...

لما ترجع الجوارح تبحث عن الشفاء وتعرف ان الافتراس والقسوة كانوا اعراض مرض تشبث بكيانهم بسبب جوارح تانية ... لما ترجعى يمكن الحملان تضطر تختفى شوية من امامك عشان وجودها امامك مش يفكرك بوحشيتك وقهرك السابق ... لما تدركى يا جوارح معنى ومتعة الله الذى يحب بلا شروط ويرعى بدون فرمانات ستعلمى ان الله رعى الحملان فى ليل غربتها ....
ها انتظر رجوعك مع الحملان والعصافير والطيور البريئة ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق