انا ايضا ظننت ذلك وتوقفت لابحث عنه .. انتظره ... اسجد له .. واذا بى اجد ان الطريق طويل .. انه ليس مع هذه الاصوات والمظاهر العظيمة... سمعت صوته ينادى من على قمة الجبل .. نظرت لانظره فاذ هو حمل ينزف دما .. لا جمال ولا منظر .. هذ هو انت ؟؟؟
نعم ... ان اردت ان تصعدى جبل الصلاة وتدخلى عرش النعمة .. ان اردتى ان ترى مجدى .. لاتبحثى عن التيجان وصوت الابواق الان؟؟
ضعى يدك فى يدى ... يدى يتساقط منها دم غالى وثمين .. من يمسه هذا الدم يُشفى .. ويعرف معنى الحياة .. يسير ولا يتعب ولا يكون تاثير للزمن عليه
اتركى يدك فى يدى ليمتزج دم جرحك بدمائى حتى تستطيعى ان تصعدى هذا الجبل وهناك سنتحدث .. هناك ساعطيك قوة ... هناك ستنالين جمال وبهاء عوض الرماد والحزن ...
الطريق صعب .. اشواك قدمى تدمى .. ونفسى تدمى ويدى تدمى .. كلما اقع تمتد يدك وتمسك يدى وتنشلنى .. وتلامس جروحى مع جروحك
فاجد انى قادرة على الصعود...انظر اجد عيناك تنظران فى حب ... نظره عيناك وحدها تقيمنى حينما اقع ...
كلما تقدمت خطوة اجد الحمل اسد واقفا على الجبل ... اساله وانا نفسى منهكة جدا من جروحى ... انت حمل ام اسد .. !!!
وصلت وجدته ينتظر ... وقعت عند قدميه بانحناء كلى مهابه .. كل ما فى ينزف .. اريد ان اقدم له اغلى ما عندى ...
لكن اذا بى اجد حياتى كلها وقعت بين يدى طيور جارحة ... اخذوا منى ما اعددته من تقدمات وذبائح لاقدمها لك .. وضاع كل ما معى .. اخذوا قارورة الطيب الغالى الكثير الثمن ... حتى اسمى بين البشر وهويتى فُقدت وليس من يسال
سيدى حتى احبائى واحب الاحباء ... الان لاقيمة لى عندهم ... قيمتى كانت فى وظيفة ومركز ومستقبل ينتظرنى
ما اعدتته من ذبائح لاقمها لك وانا لا اطلب غير وجهك .. صار لى للخزى ... هل انت ترانى مثلهم ... يقولون انى ما ذبحت ولا قدمت ولم يكن طيبى كثير الثمن .. بل ولم يكن لى قارورة طيب اصلا .. يقولون ان دموعى كانت للباطل ... يقولون ان سهرى وبحثى عن حقك طار مع الريح .. كان يتبخر مع صباح كل يوم جديد... "
نظر الحمل والاسد والراعى والملك .. نعم هو كل هذا فى ان واحد كل مرة ارفع عينى اجده احد هؤلاء.. نظر الى .. بنظرته رفع نفسى .. من حنان عينيه خرجت اشعة لمستنى .. جعللتنى انحنى امامه فى هدوء اسمعه.....
" ... ان كنتى قد ثقبتى اذنك لطاعتى ... لماذا جعلتى من الناس الههه لك ... لماذا لم تمسكى يدى فى وقت المك وتتركى جروحك تمتزج بجروحى ... انتى لم تفعلى .. لكنى انا فعلت .. مسكت يدك تركت دمى يمسحك بمسحة قوة داخلية ... وها انتى لازلتى واقفة امامى تتطلبى وجهى حتى الان ... انا نظرت دموعك واحفظها حتى ملائكتى وقفت تنظرك معى ..كنت اقول لهم غنوا للكرمة المشتهاه انا الرب حارسها .. اسقيها كل لحظة... كنت اسهل العراقيب امامك..
انا اذكرخروجك ورائى فى البرية ... انا اذكر ولن انسى ايام صباك .. الناس تنسى ... انا لا انسى حتى كاس الماء البارد ... لكن لاتتوقفى ... لا تشكى فى حبى ... لا تجعلى الالم والمعاناة هم مركز تحركك وعنوان دموعك وحياتك ...لا اتركك فى الشيب والشيخوخة ستظلى طفلتى الصغيرة .. ستظل برائتك امام عينى ... لكن بالرغم من صبرك وتعبك وجهادك .. لى عليكى انت يا "..." انك تركتى محبتك الاولى ...
ليه يا"...." نسيتى ان من اراد ان يثقب اذنه حبا فىّ ينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى... ليه نسيتى فى وسط الامك ان من يهلك نفسه من اجلى يجدها .. ليه نسيتى لذه وجود هويتك معى .. ليه نستى الايام الجميلة التى اشبعتك فيها بكرامتك وقيمة وجودك عندى ... ليه نظرتى للألم وبعدتى نفسك عن قلبى ... رجعى قلبك يلمس قلبى ويستعيد لمسة الحياة ... هاتى قلبك ..
اسمحى لى اخذه بيدى واضعه على قلبى فتعود نفسك فيك..
هل كنتى تنتظرى ان تتمجدى من الناس بسبب ما سبق وقدمته ... ما قدمتيه هو كان منى لانى باركتك ووسعت تخمك ومازلت ...عينك لا ترى هذه الحقيقة لانك جعلتى ثقافة الالهة الغريبة والانبياء الكذبة هى ناموسك
وان كنت انا لا انسى فلماذا جعلتى قسوة احكام البشر تخيفك وتنسيكى حبك الاول لى ..
لماذا انحنيتى امام الاكاذيب وانسحبتى من الحياة ... هل تشكى فى انى قادر على تبديد اللسان الكاذب ...
قلت لك كثيرا لا ترتاعى من وجوههم لئلا اريعك امامهم .. جعلت وجهك كالصوان لانك اردتى الحق .. وبالحق جعلتك حرة من خوفهم ...
لماذا توقفت حياتك عند اهانة البشر ... هم غير قادرين على تدمير حياتك لانى انا وحدى السيد والملك .. انا صاحب الكلمة والسلطان من دور الى دور... لا تخافى من المشتكى .. لانه من يشتكى على مختارى ... سابدد المشتكى .. سابدد الجبابرة.. سابيد الانبياء الكذبة الذين يؤلون كلامى كيفما شاءوا ليخضعوا النفوس البريئة.. سابيد حكمة حكماء هذا الدهر وستنظر عيناك
لماذا خفت من ساعة الظلمة .. انها طريق الخاصة حيث تتحد الامهم بالامى ..يكونوا فى الظلمة لكن النور والبهاء مشرق عليهم .. فى الالم والانين لكن فرح وسلام يحملهم...
انزعى خوفك ... هاتى جروحك المسهم لك ...
كلما نظرتى الىّ واتحدتى بى فى لحظات صلاة صادقة ستكونى فوق الالم والجراح ... ستزول عنك مرارتها وان بقيت الى فهى الى زمان ليس لها القوة ان تُعيق حياتك
انا لم اسمح لاى ابواب دهرية ان تُغلق امامك .. فقط احميك .. ادبر امرك وان كنتى لم ترى ...ستفهمى فيما بعد.. ان كنت لم اعفو امى التى ولدتنى بحسب الجسد من الام وعاشت حياتها على الارض وفى نفسها النقية الطاهر يجتاز سيف .. وانا عشت حياتى لاخر نفس فى حاملا جميع الام واحزان البشر.. كان البشر يعتبرون ان الله يُعاقبنى .. انا صرت ذبيحة اثم ... وانا القادر على كل شىء ....تركت نفسى بين يدى الناس كحمل وديع وانا الاسد الغالب...عرفتى ليه بتشوفينى حمل احيانا واحيانا اخرى تشوفينى اسد .. ياريت تفهمى ...مها رضى عنك العالم مش ها يدولك شىء .....
ممكن تقبلى جروحى فيك وتشاركينى مجدى .."
"ايوه اريد ... اريد ان ابقى عمرى متلامسة مع جروحك لتصير نبع قوة فى داخلى فلا اخور... عايزة اقولك مع المرنمين المسبحين معاك تهون كل تضحية .. وان ضاق بى الزمان ساصعد على هذا الجبل واجعل نفسىالتى تنزف بين يديك فتمتزج دمائى بدمائك فتطهر وتتقدس نفسى"
مسحه بدمه ... بدم من يده ووضعه مكانه ... وقال لى ... ستجدينى فى نفس المكان كلما اردتينى ..بل تستطيعى ان تجدينى حيثما ذهبت...
اخذت من دمه على كل ما فى لاستعيد قوتى الداخلية مرة اخرى ... لاجدد عهدى معه ...
اعطانى قدمى الايل لابدا من جديد ... اعطانى فرس ابيض اركب عليه لا يراه احد الا لمن اُعطى لهم ... قال ان الفرس سيحملنى حتى نتقابل وجها لوجه ... الفرس سيكون معى ويعبر بى الى ان اصل الى حيث العرش ...
وضع على رأسى لؤلؤة لاتُقدر بثمن ... يخرج من اشعة تملأنى بهاءا الهيا
نزلت من على الجبل احمل قلبا جديدا لا يعود يعرف الخوف فيما بعد ...
وانطلق بى الفرس الابيض ...انطلق بى الفرس لأُكمل حياتى حتى تكتمل فىّ كمال صورته وشبهه
من ايحاء اليوم الثانى لمؤتمر الصلاة 29 من يونيو 2010